أخبار الموقع

لماذا يموت الجميع ماعداي ؟ مراجعة رواية "الطريق الطويل ، مذكرات صبي مجند " لإشمائيل بيه .


 في البدء عند قرائتي لصفحات الرواية لم تكن لدي أدنى فكرة بانها مبنية على احداث حقيقية واقعية ، قد حدثت فعلاً للكاتب .

لكن عندما ذكر بطل الرواية "الذي هو نفسه الكاتب " إسمه تنبهت حينها إلى أنهم يحملون نفس الإسم وعندها علمت بأنه هو الفتى المجند  .


إشمائيل يحكى لنا عن طريقه الطويل الذي إبتدأ من ذهابه إلى محافظة قريبه برفقة أصدقائه وأخيه لحضور حفل موسيقى ،ثم صادفه هجوم المتمردين لإحدى القرى ،بعد مروره بأحداث مليئه بالقتل والترهيب  ومشاعر الخوف والضياع.

إشمائيل  كان  يختبئ بين الأشجار يحاول أن لايصدر صوتاً خوفاً من المتمردين أن يقتلوه ، تحول بعد عدة أحداث إلى فتى مجند يستمتع بالقتل وإشعال الحرائق.

 يبين لنا أيضاً في صفحات هذه المذكرات كيف أنه تحول إلى شيء كان يخافه ، أنه بعد نجاح جنود الجيش في جعلهم مدمنين على المخدرات و غسل أدمغتهم ثم أقناعهم بأن المتمردين هم العدو وأنهم المسؤلون بماحدث لعائلاتهم ، كان يستمتع في توجيه البندقية صوبهم وإطلاق النار .


أجبر إشمائيل بعد ذلك على ترك التجنيد بأوامر من الملازم رغم عدم رغبته وغضبه العارم في ترك فرقته ، تم حويله إلى مركز صغيرخاص بإعادة تأهيل الأطفال المجندين ليعودو أطفالاً كما يجب .

إشمائيل الذي ترك عائلته أولاُ ثم فرقته ثم بعد ذلك " بيت بنين" وبيت عمه وأنه كل من تركهم قد ذهبو ضحية الموت عداه قال 

لماذا يموت الجميع ماعداي؟، متعجباً من ذلك .

وأنه ماكان يعرفه طوال فترة حياته في سيراليون هو كيفية النجاة وأنه عندما هرب منها تعلم معنى العيش مجدداً.


يثبت لنا إسماعيل بأن الأمل هو معجزة الإنسان الكبرى وأنه بعد كل مامر به قاتل للعيش ثانية، 
 "هذا ليس خطائك ، هذه ليست حقيقتك ، سوف تتخطى هذا " هذا ماكان يقال له وبكثيراُ من الحب والإيمان به بدأ في معرفة كيف يعيش بشكل طبيعي .

هذا كتاب عن الطفولة الضائعة ، الهرب والخوف والإختباء حتى في أحلك الأماكن ظلمه ، هذه ليست مذكرات إشمائيل فقط بل كل الإطفال الذين سرقت طفولتهم وتم تجنيدهم بحجة الدفاع عن الوطن ، عن الجرائم التي أرتكبت تحت إسم الحرية والوطن حيث لا مكان لا للمنطق ولا للموضوعية .

هذا كتاب يحكي عن جشع تجار السلاح الذين هم المستفيد الوحيد من هذه الجرائم ، كتاب عن الحرب الأهلية وأنه كيف أبناء وطن واحد كانو يتعطشون إلى قتل بعضهم  البعض بلا هواده .




 

 

No comments